لماذا يصاب البعض بآثار جانبية بعد لقاحات كوفيد-19؟
الأعراض الجانبية المؤقتة كالصداع وارتفاع الحرارة والتعب هي دلائل على عمل جهاز المناعة وهو استجابة طبيعية للقاحات. في الوقت نفسه، ولأن اللقاحات تتفاعل بشكل مختلف، إن لم تشعر بهذه الأعراض أو غيرها خلال يوم أو يومين من تلقي اللقاح فلا داعي للقلق، لا يعني ذلك أن اللقاح لا يعمل.
لكن لماذا يصاب بعض الأشخاص بآثار جانبية يعد التطعيم؟
دعنا نتخيل المشهد التالي وهو تماما ما يحدث في أجسادنا، للجهاز المناعي ذراعان رئيسيان، يتدخل أحدهما بمجرد أن يلحظ وجود دخيل، هو جرعة اللقاح في هذه الحالة. تتدفق خلايا الدم البيضاء إلى موقع تلقي اللقاح، مما يؤدي إلى حدوث التهاب يتسبب بالقشعريرة والألم والتعب والآثار الجانبية الأخرى.
اللقاح يحفز كذلك الجزء الثاني من جهازك المناعي ما يوفر حماية حقيقية من الفيروس عن طريق إنتاج الأجسام المضادة.
لكن لماذا تظهر الأعراض بشكل أكبر وربما أقسى كلما قلت الفئة العمرية الخاضعة للقاح؟
هذه الاستجابة السريعة لجهاز المناعة لديك تميل إلى التضاؤل مع تقدم العمر، وهو أحد الأسباب التي تجعل الأشخاص الأصغر سنًا يعانون من الآثار الجانبية أكثر من كبار السن. كما أن بعض اللقاحات تثير ردود فعل أكثر من غيرها.
وبما أن اللقاحات تتفاعل بشكل مختلف مع أجسادنا فالآثار الجانبية لا تقتصر على ما ذكر أعلاه، قد تشمل كذلك تورم الغدد الليمفاوية، كالغدد تحت الذراع، لذا تنصح النساء مثلا بجدولة مواعيد الفحص والتصوير الشعاعي الدورية للثدي قبل تلقي اللقاح، لتجنب تشكل عقد متورمة قد يتم تشخيصها خطأ على أنها أورام سرطانية.
ورغم أن اللقاحات بعد ملايين الجرعات أثبتت أنها آمنة لحد كبير، إلا أن الآثار الجانبية في بعض الأحيان تضمنت مخاطر جسيمة، كما في حالات لقاحي أسترازينيكا وجونسون أند جونسون، حيث أبلغ عن حالات جلطات دموية غير عادية. هذا أدى إلى منع هذه اللقاحات في بعض البلدان وتقديمها في بلدان أخرى لكبار السن فقط. مع ذلك تقول العديد من السلطات التنظيمية حول العالم إن فوائد هذه اللقاحات ما تزال تفوق المخاطر.
كذلك يعاني البعض أحيانًا من ردود فعل تحسسية خطيرة، لهذا السبب يُطلب من متلقي اللقاح البقاء في المنشأة الطبية حيث تلقوا اللقاح لمدة 15 دقيقة تقريبا بعد التطعيم لضمان علاج سريع.
وحاليا يتم العمل على تحديد ما إذا كان التهاب القلب المؤقت أيضا أثرا جانبيا نادرا للقاحات mRNA، وهو النوع الذي تنتجه شركتا فايزر وموديرنا. حتى اللحظة لم يتمكن مسؤولو الصحة في الولايات المتحدة من معرفة ما إذا كان هناك رابط، لكنهم يراقبون عددًا من التقارير، معظمها من المراهقين الذكور أو الشباب.