الذكاء الاصطناعي بملاعب كرة القدم
لعدة سنوات، كان الاتحاد الدولي لكرة القدم FIFA متردداً في إدخال واستخدام التكنولوجيا في الرياضة الشعبية الأولى في العالم.
ورغم تأخره قليلاً رضخ في النهاية وأدخل تقنية حكم الفيديو المساعد VAR.
ساعدت هذه التقنية بالتحديد في حسم الكثير من القرارات الجدلية، وأصبحت عنصر أساسي في جميع الدوريات وبطولات كرة القدم الكبرى.
بالإضافة إلى ذلك أصبح الحكم الرئيسي أكثر ثقة في اتخاذ قرار تحديد عبور الكرة بكامل محيطها خط المرمى من عدمها بغض النظر عن موقعه في الملعب.
ذلك بفضل تقنية تُسمى (خط المرمى) Goal Line والتي طورتها شركة (Hawk Eye) الرائدة في مجال التكنولوجيا الرياضية.
تساعد هذه التقنية وغيرها بشكل بارز في اتخاذ قرارات أسرع وأفضل في لعبة كرة القدم.
أمثلة عن استخدامات الذكاء الاصطناعي في الرياضات
يمكن للبيانات المستمدة من الخوارزميات المدعومة بتقنية الذكاء الاصطناعي أن تضيف قيمة أكبر لمختلف الرياضات حاليًا ومستقبلًا.
إعطاء حكم كرة القدم عيناً ثالثة
من بين التقنيات الأولى التي اعتمدت في لعبة كرة القدم بشكل رسمي، تقنيتي (خط المرمى) Goal Line و (حكم الفيديو المساعد) VAR.
أصبحت هاتان التقنيتين الآن أكثر اعتمادًا على الذكاء الاصطناعي لجعلهما أسرع وأكثر كفاءة.
توفر كلتاهما دعمًا إضافيًا للحكم الرئيسي من خلال مساعدته على اتخاذ القرارات الصحيحة في الملعب.
أصبحت تقنية (خط المرمى) أكثر ذكاءً مع دعمها بالذكاء الاصطناعي، وذلك من خلال تكاملها مع تقنية أخرى تُسمى Goal Decision System (GDS).
هذه التقنية عبارة عن كرة خاصة طورتها شركة Cairos Technology الألمانية بالتعاون مع شركة أديداس للمستلزمات الرياضية.
مبدأ عمل هذه التقنية هو أن شريحة صغيرة مدمجة في الكرة تتواصل مع تمديدات كهربائية حول المرمى, و من خلال تواصل بين الكرة و الحقل المغناطيسي لهذه التمديدات سيتمكن البرنامج الخاص بهذه التقنية من تحديد فيما إذا تجاوزت الكرة خط المرمى بكامل محيطها أم لا.
وقد يرتقي الذكاء الاصطناعي بتقنية حكم الفيديو المساعد VAR أيضًا، حيث يمكن للذكاء الاصطناعي تحسين قدرة التكنولوجيا على ضبط حالات التسلل.
بالإضافة إلى ذلك، هناك نظام التسلل شبه الآلي من FIFA والذي يدمج تتبع اللاعبين مع الذكاء الاصطناعي.
بدلاً من استخدام نقطة واحدة لكل لاعب، يتتبع هذا النظام ما بين 15 و 20 نقطة لكل لاعب.
اتخاذ القرارات الاستراتيجية في كرة القدم
يمكن أن يساعد الذكاء الاصطناعي أيضًا في وضع استراتيجيات الفرق وتحسينها واتخاذ قرارات لتغيير قواعد اللعبة بدلًا من اعتماد المدرب على خبرته في اتخاذ هذه القرارات، أو عن طريق تحليل بيانات الخصوم يدويًا.
الآن من خلال استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي، سيكون المدرب قادرًا على تحليل هذه البيانات, وتطوير تكتيكات يمكن أن تكون مفيدة عند اتخاذ القرارات، خاصة أثناء اختيار اللاعبين المناسبين لكل مباراة.
الأهم من ذلك، أنه يزيل العامل العاطفي عند اختيار اللاعبين من خلال اختيار اللاعب بناءً على الحقائق والأرقام فقط وليس المحاباة.
كمثال, يقوم نادي كرة القدم الإنجليزي ليذرهيد إف سي (Leatherhead FC) باستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي لفهم منافسيه بشكل أفضل ووضع خطة استراتيجية للفريق.
ولهذه الغاية، تعاون النادي مع شركة IBM لاختبار تقنية طورتها الشركة تقوم بفحص تقارير المباريات, وذلك لجمع المعلومات وتحليل الفرق المنافسة.
استخدام الذكاء الاصطناعي للتنبؤ بنتائج المباريات ومنع الإصابات في الملعب
تستخدم شركة olocip ومقرها مدينة مدريد الإسبانية خوارزميات التعلم الآلي للتنبؤ بالنجاح أو الفشل في الميدان.
تدعي الشركة أن نظامها المدعوم بالذكاء الاصطناعي يمكن له أن يتوقع ما سيحدث في الدقائق ال 15 المقبلة من اللعبة.
ووفقا للشركة، يمكن أيضا استخدام هذه التكنولوجيا لتقليل الإصابات في الملعب, وذلك من خلال تحليل الأرقام والبيانات الواردة والتي تبين مقدار الجهد الذي بذله اللاعب لتحديد ما إذا كان يجب عليه المغادرة أو الاستمرار.
كما يستخدم الدوري الوطني لكرة القدم الأمريكي NFL تقنيات الذكاء الاصطناعي لقياس تأثير الاصطدام على الرأس.
إذا أشارت بيانات اللاعب أنه تعرض لضربات رأس قوية بما فيه الكفاية، يجب أن يغادر الملعب لفترة محددة من الوقت.
تحسين أداء الفريق باستخدام بيانات الذكاء الاصطناعي
تتضمن أنظمة الأداء والتتبع الإلكترونية (EPTS) جهاز ذكي يمكن ارتداؤه يُستخدم لمراقبة أداء اللاعب وتتبعه وتحليله في الميدان.
يتم ارتداء هذا الجهاز في الجزء العلوي من الجسم وبالتحديد بين عظام الكتف، ويتم تثبيتها في مكانها بواسطة سترة.
وتقيس المستشعرات المضمنة في الجهاز تفاصيل مثل المسافة التي قطعها اللاعب, بالإضافة الى مساحات الملعب التي يقضي فيها اللاعب معظم وقته، ومعدل ضربات قلبه وغيرها من البيانات.
تعزيز تجربة مشاهدة كرة القدم
يمكن استخدام حلول الذكاء الاصطناعي المستندة إلى السحابة لتقديم رؤية أكثر تعمقًا في كل بث مباشر للمباريات, وبالتالي محاولة تقديم تجربة مشاهدة أفضل لكرة القدم عبر التلفاز، حيث يمكن أن يوفر ذلك للجماهير تنبؤات في الوقت الفعلي حول الوقت الذي من المحتمل أن يتم فيه تسجيل هدف ما.
أبرم الدوري الألماني (البوندسليجا) صفقة شراكة مع خدمة التخزين السحابية التابعة لشركة أمازون AWS.
تنص الشراكة بين الطرفين على تقديم أمازون رؤى أكثر تعمقًا في كل بث مباشر لمبارياته للموسم القادم.
بالإضافة إلى ذلك، تتيح هذه الشراكة أيضًا أتمتة عملية البث ووضع علامات على أبرز الأحداث في المباريات المختلفة.